بقلم العلامة الشيخ القرضاوي
لم تُعْزَل المرأة إلا في عصور الضعف والتَّخَلُّف والانحطاط؛ فحينما نقول: إن المرأة المسلمة يجب أن تحتفظ بشخصيتها الإسلامية، فليس معنى هذا أنها ستُعْزَل عن الحياة، أو أنها ستُحْرَم شيئًا من الحقوق.
يمكن أن تَتَعَلَّم، بل يجب أن تَتَعَلَّم، ولكن تَتَعَلَّم في حُدود فطرتها، وفي حدود وظيفتها، المرأة أنثى.. كما قال الله ـ تعالى ـ: (والليلِ إذا يَغْشَى* والنَّهارِ إذا تَجَلَّى* وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثَى) (الليل: 1ـ3).
وكما خَلَق الله في دورة الحياة اليومية ليلا ونهارًا، خلَق الذكر والأنثى كما يَتَقابَل الليل والنهار. فكما أن الحياة لا تَتَمُّ إلا بليل ونهار.. فلا بد من ذُكورة وأُنوثة: (ومِنْ كلِّ شيءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) (الذاريات: 49).
ربنا أقام الكون كله على الازدواج. بل في الجمادات، كالكهرباء: مُوجَب وسالب، كذلك المرأة والرجل يُمَثِّلان المُوجَبَ والسالب.
المرأة ليستْ ضدَّ الرجل ولا خصمًا.. وليستْ هي نفس الرجل، ولذلك قال تعالى: (فاستجابَ لهُمْ ربُّهم أنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عاملٍ منكم من ذَكَرٍ أو أُنْثَى بعضُكم من بَعْضٍ) (آل عمران: 159). أي: أن المرأة من الرجل، والرجل من المرأة.. ولا يَسْتَغْنِي الرجل عن المرأة ولا تَسْتَغْنِي المرأة عن الرجل؛ ولذلك لا يَصِحُّ أن تَجْعَلَ المرأة نفسها عَدُوًّا للرجل ولا خَصْمًا ولا مُنافِسًا للرجل، بل هي تُكَمِّل الرجل.
ومن هنا لما خُلِق آدم وأسكنه الجنة لم يدَعْه وحده؛ لأنه لا معنى لجنة يَعِيشُ فيها آدم وحده، إن الله لما خَلَق له امرأة معه، وقال له: (اسْكُنْ أنتَ وزَوْجُك الجنةَ) (البقرة: 35)، أما جنة بلا حَوَّاء فلا معنى لها، ولذلك قال: (وجَعَلَ منها زوْجَها ليَسْكُنَ إليها) (الأعراف: 189)، إليها؛ لِيُتَمِّمَ سُكونَه وأُنْسَه بها.
الرجل من المرأة، والمرأة من الرجل، لا ينبغي أن تجعلَ المرأة هَمَّها منافسة الرجل ومُعارضة الرجل، ولا يَنْبَغِي لمسلمة الغد أن تجعلَ من نفسها منافسة للرجل، تَعْمَل ما يَعْمَل وتَلْبَس ما يلبس.
في عصرنا اختلط الحابل بالنابل.. المرأة تريد أن تصبح رجلًا، والشاب يَتَأَنَّثُ ويَتَكَسَّر حتى تكاد تَحْسَبه فتاة.
يجب أن يظل الرجل رجلًا بخشونته ورجولته، وتظل المرأة امرأة برقتها ولطفها، وإذا فقد الرجل خشونته وفقدت المرأة لطفها.. فَقَدَتْ الحياة معناها، ومن هنا نهَى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يَلْبَس الرجل لباس المرأة، وتَلْبَس المرأة لباس الرجل، ولَعَنَ المُتَشَبِّهين من الرجال بالنساء، والمُتَشَبِّهات من النساء بالرجال.. ليَظَلَّ كل جنس محتفظًا بخصائصه، كما فَطَرَه الله.
ولذلك تَصَوُّري لمسلمة الغد أنها سَتَحْتَفِظ بأُنوثَتِها.. لا تُنافس الرجل في رُجولته، وإنما تُعاونه على أن يقوم بواجبه، وتَعمل في حدود ما هَيَّأَتْها لها الفِطرة تَعمل مُعَلِّمة وطبيبة ومُمَرِّضة للنساء، بدلًا من أن يَفْحَص المرأة المسلمة رجل أو طبيب، وربما يكون غير مسلم، حتى بعض المَتاجِر إذا كانت تبيع الأشياء الخاصة للمرأة كأشياء داخلية وما شابهها فَلْتَبِعْها المرأة للمرأة.
لم تُعْزَل المرأة إلا في عصور الضعف والتَّخَلُّف والانحطاط؛ فحينما نقول: إن المرأة المسلمة يجب أن تحتفظ بشخصيتها الإسلامية، فليس معنى هذا أنها ستُعْزَل عن الحياة، أو أنها ستُحْرَم شيئًا من الحقوق.
يمكن أن تَتَعَلَّم، بل يجب أن تَتَعَلَّم، ولكن تَتَعَلَّم في حُدود فطرتها، وفي حدود وظيفتها، المرأة أنثى.. كما قال الله ـ تعالى ـ: (والليلِ إذا يَغْشَى* والنَّهارِ إذا تَجَلَّى* وما خَلَقَ الذَّكَرَ والأُنْثَى) (الليل: 1ـ3).
وكما خَلَق الله في دورة الحياة اليومية ليلا ونهارًا، خلَق الذكر والأنثى كما يَتَقابَل الليل والنهار. فكما أن الحياة لا تَتَمُّ إلا بليل ونهار.. فلا بد من ذُكورة وأُنوثة: (ومِنْ كلِّ شيءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) (الذاريات: 49).
ربنا أقام الكون كله على الازدواج. بل في الجمادات، كالكهرباء: مُوجَب وسالب، كذلك المرأة والرجل يُمَثِّلان المُوجَبَ والسالب.
المرأة ليستْ ضدَّ الرجل ولا خصمًا.. وليستْ هي نفس الرجل، ولذلك قال تعالى: (فاستجابَ لهُمْ ربُّهم أنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عاملٍ منكم من ذَكَرٍ أو أُنْثَى بعضُكم من بَعْضٍ) (آل عمران: 159). أي: أن المرأة من الرجل، والرجل من المرأة.. ولا يَسْتَغْنِي الرجل عن المرأة ولا تَسْتَغْنِي المرأة عن الرجل؛ ولذلك لا يَصِحُّ أن تَجْعَلَ المرأة نفسها عَدُوًّا للرجل ولا خَصْمًا ولا مُنافِسًا للرجل، بل هي تُكَمِّل الرجل.
ومن هنا لما خُلِق آدم وأسكنه الجنة لم يدَعْه وحده؛ لأنه لا معنى لجنة يَعِيشُ فيها آدم وحده، إن الله لما خَلَق له امرأة معه، وقال له: (اسْكُنْ أنتَ وزَوْجُك الجنةَ) (البقرة: 35)، أما جنة بلا حَوَّاء فلا معنى لها، ولذلك قال: (وجَعَلَ منها زوْجَها ليَسْكُنَ إليها) (الأعراف: 189)، إليها؛ لِيُتَمِّمَ سُكونَه وأُنْسَه بها.
الرجل من المرأة، والمرأة من الرجل، لا ينبغي أن تجعلَ المرأة هَمَّها منافسة الرجل ومُعارضة الرجل، ولا يَنْبَغِي لمسلمة الغد أن تجعلَ من نفسها منافسة للرجل، تَعْمَل ما يَعْمَل وتَلْبَس ما يلبس.
في عصرنا اختلط الحابل بالنابل.. المرأة تريد أن تصبح رجلًا، والشاب يَتَأَنَّثُ ويَتَكَسَّر حتى تكاد تَحْسَبه فتاة.
يجب أن يظل الرجل رجلًا بخشونته ورجولته، وتظل المرأة امرأة برقتها ولطفها، وإذا فقد الرجل خشونته وفقدت المرأة لطفها.. فَقَدَتْ الحياة معناها، ومن هنا نهَى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يَلْبَس الرجل لباس المرأة، وتَلْبَس المرأة لباس الرجل، ولَعَنَ المُتَشَبِّهين من الرجال بالنساء، والمُتَشَبِّهات من النساء بالرجال.. ليَظَلَّ كل جنس محتفظًا بخصائصه، كما فَطَرَه الله.
ولذلك تَصَوُّري لمسلمة الغد أنها سَتَحْتَفِظ بأُنوثَتِها.. لا تُنافس الرجل في رُجولته، وإنما تُعاونه على أن يقوم بواجبه، وتَعمل في حدود ما هَيَّأَتْها لها الفِطرة تَعمل مُعَلِّمة وطبيبة ومُمَرِّضة للنساء، بدلًا من أن يَفْحَص المرأة المسلمة رجل أو طبيب، وربما يكون غير مسلم، حتى بعض المَتاجِر إذا كانت تبيع الأشياء الخاصة للمرأة كأشياء داخلية وما شابهها فَلْتَبِعْها المرأة للمرأة.