بسم الله الرحمن الرحيم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
تعوّدنا كلّ سنة يحل علينا رمضان جديد، أن نرى مشهد العائدين إلى رحاب الله والطاعة والصُّلح مع الله، ومهما تعدّدت مشارب هؤلاء سواء أكانوا رجالا أم نساء، صغارًا أم كبارًا فهم يعتبرون جميعًا من فئة التّائبين، أو التّوّابين الّذين عزموا على تغيير حالهم ومنهج حياتهم بدءًا من رمضان كلّ عام. كما تعوّدنا أن نرى كلّ سنة عددًا كبيرًا من هؤلاء التّائبين يثبتون على توبتهم ويستقيمون على الجادة، في حين يعود آخرون مباشرة بعد رمضان إلى العادات القديمة من هجر للصّلاة والذِّكر، وربّما اقتراف لبعض السّيِّئات والمعاصي.
بين هؤلاء وهؤلاء، وجب علينا أن نؤكّد أنّ القصد من صيام هذا الشّهر المبارك، هو تدريب النّفس على التّقوى لتكون زوّادة الحياة ولباس العمر كلِّه. ويعيد المسلم تجديد هذا اللباس وتلك الزوادة في كلّ سنة مرّة، وذلك في شهر رمضان المبارك، يقول الله تعالى: {وَتَزَوّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} البقرة:197، ويقول: {وَلِبَاس التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر} الأعراف:26، وما من شك أن طريق التّزوّد بالتّقوى يبدأ بالتّوبة النّصوح، هذه هي الخطوة الأولى الّتي لا بد منها، وما من شك أيضًا أنّ أفضل فرصة للتّوبة النّصوح هي هذه الأجواء الرمضانية المباركة.
والتّوبة النّصوح هي التّوبة الصادقة الجازمة، وهي تعني أن يتوب المذنب من ذنوبه توبة نادمٍ متضرّع مستغفر، عائدٍ إلى الله، متذلّلٍ على بابه، يرجو أن يغفر له ربّه ما قدّمت يداه من ذنوب، ثمّ يعزم على عدم العودة إلى تلك الذنوب عزمًا صحيحًا مخلصًا، ولابدّ له بعد ذلك من الإكثار من فعل الخيرات، فالله تعالى يقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} هود:114، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''وأتبع السّيِّئة الحسنة تمحها''.
وقد عرّف الحسن البصري التّوبة النّصوح بقوله: أن تبغض الذنب كما أحببته، وتستغفر منه إذا ذكرته. فهذه هي التّوبة النّصوح الّتي نأمل أن تجد عند الله تعالى بابًا مفتوحًا وقبولاً مرجوًّا وفرحًا وسرورًا، فقد ورد في الحديث الشّريف الصحيح أنّ الله تعالى يفرح بتوبة عبده العاصي إذا عاد وأناب إليه أكثر من فرح رجل نزل في صحراء مهلكة، فأخذته سِنَة من النوم، ولمّا استيقظ لم يجد راحلته الّتي عليها طعامه وشرابه، فاشتدّ في طلبها، حتّى إذا يئس رجع إلى مكانه الّذي كان فيه، ينتظر منيّته، وإذ به يجد راحلته وعليها زاده وشرابه.. يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''فالله أشدُّ فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا الرجل براحلته وزاده'' رواه مسلم.
ولذلك وجب على المؤمن في رمضان أن يعيد ترتيب حياته، ماله وما عليه، عليه أن لا ييأس من رحمة الله تعالى ولو كان مُذنبًا، ولا يتردّد في التوبة، بل عليه أن يطرق باب ربّه متذلّلاً نادمًا، وستجد بابه مفتوحًا أمامه، فهو سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. ويقول عليه الصّلاة والسّلام: ''لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفرُ لهم'' رواه مسلم.
رمضان كريم
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركته
تعوّدنا كلّ سنة يحل علينا رمضان جديد، أن نرى مشهد العائدين إلى رحاب الله والطاعة والصُّلح مع الله، ومهما تعدّدت مشارب هؤلاء سواء أكانوا رجالا أم نساء، صغارًا أم كبارًا فهم يعتبرون جميعًا من فئة التّائبين، أو التّوّابين الّذين عزموا على تغيير حالهم ومنهج حياتهم بدءًا من رمضان كلّ عام. كما تعوّدنا أن نرى كلّ سنة عددًا كبيرًا من هؤلاء التّائبين يثبتون على توبتهم ويستقيمون على الجادة، في حين يعود آخرون مباشرة بعد رمضان إلى العادات القديمة من هجر للصّلاة والذِّكر، وربّما اقتراف لبعض السّيِّئات والمعاصي.
بين هؤلاء وهؤلاء، وجب علينا أن نؤكّد أنّ القصد من صيام هذا الشّهر المبارك، هو تدريب النّفس على التّقوى لتكون زوّادة الحياة ولباس العمر كلِّه. ويعيد المسلم تجديد هذا اللباس وتلك الزوادة في كلّ سنة مرّة، وذلك في شهر رمضان المبارك، يقول الله تعالى: {وَتَزَوّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} البقرة:197، ويقول: {وَلِبَاس التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْر} الأعراف:26، وما من شك أن طريق التّزوّد بالتّقوى يبدأ بالتّوبة النّصوح، هذه هي الخطوة الأولى الّتي لا بد منها، وما من شك أيضًا أنّ أفضل فرصة للتّوبة النّصوح هي هذه الأجواء الرمضانية المباركة.
والتّوبة النّصوح هي التّوبة الصادقة الجازمة، وهي تعني أن يتوب المذنب من ذنوبه توبة نادمٍ متضرّع مستغفر، عائدٍ إلى الله، متذلّلٍ على بابه، يرجو أن يغفر له ربّه ما قدّمت يداه من ذنوب، ثمّ يعزم على عدم العودة إلى تلك الذنوب عزمًا صحيحًا مخلصًا، ولابدّ له بعد ذلك من الإكثار من فعل الخيرات، فالله تعالى يقول: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} هود:114، والنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم يقول: ''وأتبع السّيِّئة الحسنة تمحها''.
وقد عرّف الحسن البصري التّوبة النّصوح بقوله: أن تبغض الذنب كما أحببته، وتستغفر منه إذا ذكرته. فهذه هي التّوبة النّصوح الّتي نأمل أن تجد عند الله تعالى بابًا مفتوحًا وقبولاً مرجوًّا وفرحًا وسرورًا، فقد ورد في الحديث الشّريف الصحيح أنّ الله تعالى يفرح بتوبة عبده العاصي إذا عاد وأناب إليه أكثر من فرح رجل نزل في صحراء مهلكة، فأخذته سِنَة من النوم، ولمّا استيقظ لم يجد راحلته الّتي عليها طعامه وشرابه، فاشتدّ في طلبها، حتّى إذا يئس رجع إلى مكانه الّذي كان فيه، ينتظر منيّته، وإذ به يجد راحلته وعليها زاده وشرابه.. يقول النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''فالله أشدُّ فرحًا بتوبة العبد المؤمن من هذا الرجل براحلته وزاده'' رواه مسلم.
ولذلك وجب على المؤمن في رمضان أن يعيد ترتيب حياته، ماله وما عليه، عليه أن لا ييأس من رحمة الله تعالى ولو كان مُذنبًا، ولا يتردّد في التوبة، بل عليه أن يطرق باب ربّه متذلّلاً نادمًا، وستجد بابه مفتوحًا أمامه، فهو سبحانه وتعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.. ويقول عليه الصّلاة والسّلام: ''لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفرُ لهم'' رواه مسلم.
رمضان كريم